فوائد من سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا النبي العظيم وعلى ءاله وصحبه وسلّم
يقول الله تعالى:{وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا}
هذه الآية فيها الأمر بإعطاء النساء صدقاتهن أي مهورهن, فبين الله تعالى أنه إن وهبن لكم شيئا من صدقاتهن عن طيب نفس منهن, لا بما يضطرهن للهبة من شكاسة أخلاقكم وسوء معاشرتكم,فكلوه هنيئا لا إثم فيه مريئا لا داء فيه كما فسرهما النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن علي رضي الله عنه: إذا اشتكى أحدكم شيئا فليسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها ثم ليشتر بها عسلا فليشربه بماء السماء فيجمع الله له هنيئا مريئا وشفاء ومباركا.
كيف حفظ الإسلام حقوق المرأة:
روي أن أوس بن ثابت ترك امرأته أم كحة وثلاثة بنات فزوى ابنا عمه ميراثه عنهن, وكان أهل الجاهلية لا يورثون النساء والأطفال ويقولون: لا يرث إلا من طاعن بالرماح وحاز الغنيمة. فجاءت أم كحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت فقال: "ارجعي حتى أنظر ما يحدث الله" فنزلت الآية:
{للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا}
فبعث صلى الله عليه وسلم اليهما: "لا تفرقا من مال أوس شيئا فإن الله تعالى قد جعل لهن نصيبا" ولم يُبَيِِن حتى يَبِين, فنزلت {يوصيكم الله} فأعطى أم كحة الثمن والبنات الثلثين والباقي ابني العم.
آكل أموال اليتامى:
قال تعالى: {إن الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}
ُروي أنه يبعث آكل اليتامى يوم القيامة والدخان يخرج من قبره ومن فيه وأنفه وأذنيه فيعرف الناس أنه كان يأكل مال اليتيم في الدنيا.
رضي الله عن عمر:
يقول الله تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وءاتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا}
كان سيدنا عمر رضي الله عنه على المنبر مرة فقال: لا تغالوا بصدقات النساء, وأيما رجل أصدق أكثر من أربعمائة درهم أخذته ووضعته في بيت المال, فقالت امرأة: أنتبع قولك أم قول الله: {وآتيتم إحداهن قنطارا} فقال عمر: كل أحد أعلم من عمر تزوجوا على ما شئتم.
فأين هؤلاء دعاة العلم من عمر اليوم, حيث إن روجعوا وبين لهم غلطهم تكبروا عن قبول الحق, فرضي الله عن عمر الذي بين أنه غلط وأن الحق هو ما قالته تلك المرأة, مع أنه من أعظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الكبائر:
عن ابن مسعود رضي الله عنهما: الكبائر كل ما نهى الله عنه من أول سورة النساء إلى قوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مُدخلا كريما}
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ثمان آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت:
{يريد الله ليبين لكم} {والله يريد أن يتوب عليكم} {يريد الله أن يخفف عنكم} {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم} {إن الله لا يغفر أن يشرك به} {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} {ومن يعمل سوءً أو يظلم نفسه} {ما يفعل الله بعذابكم}.