سنين الغربة سرقت منا الكثير والشي الذي لم تستطع ان تاخذه منا هي الزكريات التي نلجا لها كثيرا من تعب الدوام حيث لازالت الزاكرة تختزن ذلك المنظر في اوئل سبعينيات القرن الماضي وانا طفل رديف ابي على الحمار في طريقنا الي حواشة الوالد بالترعة ملطة بمكتب الظافر والمنظر هو بيوت الشعر والابل والسرير الذي يسع 4 افراد وغربة الروب في الشوابير بالقرب من الرخاء وكذلك بالمنطقة الرعوية ما بين معتوق والنيل الابيض ( فتح مدني ) فكنت اسأل ابي عن ذلك فيقول لي رحمه الله هذه ابل النفيدية هذه القبيلة وهي فرع من قبيلةالكواهلة التي ننتمي لها نحن العرواب , ولقد اشتهر اهلنا النفيدية بالكرم الناتج عن هذه البئة الحلوة ولكن بمرور الزمن انعدمت هذه اللوحة هل كان ذلك لتغير الظروف المناخية وشح الامطار والتصحر الذي افقد النفيدية الابل والابقار ام ان النفيدية تركوا تلك الحياة واتجهوا لحياة الحضر وتركوا هذه اللوحة الجميلة فضاع عبد الرحمن ابو الكرام بين الرياض والقصيم وجدة وتنقل مولانا رحمة بشير الزين بين دنقلا وكنانة والخرطوم اما ان عاديات الزمن ترجع بهم وبنا الي تلك الحياة الحلوة حيث حنين الابل وصوت خرير الماء والخضرة وصوت السحاب وصوت المطر ( ديار من فؤادي كنت فيها * وكان ابي وكان بنو لساني