قلوب لاتستحق الاحترام

يا برنس دكتواره في القلوب


عني شعراء العرب منذ أقدم عصورهم بذكر القلب في أشعارهم وبرعوا في استخدامه كرمز للحب وشعار لمختلف العواطف الإنسانية ويرى د.كلاس أنه إذا كان فنانو الغرب تركوا في لوحاتهم وتماثيلهم أعمالاً خالدة يشكّل فيها القلب محور العمل الفني حققوها بالريشة والإزميل فإن شعراء العرب استطاعوا بالكلمة أن يحققوا قصائد خالدة تكاد تنافس في روعة تصويرها ودقة تعبيرها وحسن بلاغتها وقوة نبضاتها بالحركة والحياة، أروع مما رسم فنانو الغرب من لوحات وأجمل مما نحتوا من تماثيل فضلاً عن أن إيقاع الشعر العربي وموسيقاه والنغم الذي تحلى به شعر الغزل يسمو بهذا الشعر على تلك اللوحات.‏



ولولا رجاء القلب أن تعطف النوى‏

لما حملته بينهم الأضالع‏

له وجبات إثر لبنى كأنها‏

شقائق برق في السحاب لوامع‏

القلب مضخة آلية قوية تدفع ثمانية آلاف ليتر من الدم كل يوم وثلاثة ملايين كل سنةومئتين وأربعين مليوناً من الليترات خلال ثمانين عاماً أي ما يكفي لملء أكبر خزان في العالم، لكن الطبيب الأديب عرف أيضاً سر عظمة هذا القلب ولم ميزه الله عز وجل عن بقية أعضاء الجسد، فتلك العقدة التي تستوقد شرارتها القلب تحقق بها الحياة وعلم أيضاً أنها ليست مجرد قبضة لحم حمراء، فقبل أن يكتشف الإنسان أن له عقلاً -على حد رأي د. شاكر مصطفى- كان مد يده إلى صدره واكتشف أن فيه خافقاً غريب الحركة يهز كيانه كله، يلعب فيه عشقاً ونبضاً وعصياناً وفرحاً وحقداً وتمرداً وإثماً واحتراقاً على جمر الغضا اكتشف قلبه، فما سر تلك المضخة المحيرة وكيف صار أسطورة من الأساطير ورمزاً للرسامين ولم عظمه الفلاسفة والأطباء؟ وهل حقاً اتخذ دفنه تقليداً لتخليد ذكرى بعض العلماء والعظماء أو رمزاً لتخليد حب رومانسي كبير؟ ولمَ تغنى به الشعراء ونظموا فيه القصائد