الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيِّدنا محمِّد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تبارك وتعالى :
{عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة
يستدل البعضُ بهذه الآية الكريمة على أن الخطأ واردٌ في حق الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه !!
وهذا الرأي غير صحيح ومجانب للصواب وبعيد عن الهدى والحق والصراط المستقيم.
وما وقع لأولئك من ذلك إلا لعدم فهمهم للنص القرآني وهذا بسبب جهلهم بأساليب الخطاب عند العرب..
ونقول لأولئك:
إن الله تعالى قال لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم:
{ عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ }
ولم يقل له :
لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ عَفَا اللّهُ عَنكَ !!
وبين القولين فرقٌ كبيرٌ وبونٌ شاسعٌ
وإليكَهُ:
لقد حكم الله تبارك وتعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالبراءة بقوله ( عفا الله عنك ) قبل أن يناقشه فيما جرى..أي قبل أن يقول له : ( لم أذنت لهم ).
ولو كان ما فعله النبي خطأً منه صلى الله عليه وآله وسلم -وحاشاه فهو المعصوم- لناقشه الله فيما جرى ثم من بعد ذلك أصدر عليه الحكم بالعفو أو عدمه
ولكانت الآية الكريمة { لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ عَفَا اللّهُ عَنكَ }
فالعدل يقتضي مناقشة القضية لإصدار الحكم!
فهل رأيت قاضياً يحكم بالقضية قبل أن يناقشها؟؟
هذا محال!!
وبما أنه محال فالخطأ في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم محال .
فأين من يقدحون في مقام النبوة ويجّوزن الخطأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أين هم من هذا الفهم وهذا الوعي ؟؟